آخر الأحداث والمستجدات 

كيف تتحقق معادلة الوفاء للنادي المكناسي فرع كرة القدم ؟

كيف تتحقق معادلة الوفاء للنادي المكناسي فرع كرة القدم ؟

بتوالي مواسم جفاف نتائج النادي المكناسي فرع كرة القدم، والتي حالت دون تحقيق الصعود إلى صفوة البطولة الاحترافية. تشهد السنة الحالية حركة غير عادية بمكناس تأهبا و استعدادا لتحقيق قفزة نوعية تبصم على عودة ميمونة إلى الصنف الثاني من البطولة الاحترافية. أولى هذه الاستعدادات تمثلت في إجراء الجمع العام (العادي/ الاستثنائي) قبل الوقت الميت،  والذي أفرز مكتبا جديدا لإدارة لوحة قضايا النادي المكناسي الرياضية والمالية والإدارية. مكتب حمل أصغر رئيس منذ النشأة الأولى للفريق (أمين بنتيمي، وسعيد الركراكي نائبًا للرئيس وعبد الحق بن الشاوي كاتبًا عامًا ، ورضوان مرزاق نائبًا للكاتب العام وشكيب السفيوي أمينًا للمال ، ونائبه علاء السعداوي والمستشار حاتم بن عبد الكريم). 

وبين فئة وجهة رأي المتشائمين من مسار النادي المكناسي الآتي، وبين وجهة نظر المتفائلين بمستقبل النادي المكناسي القادم بالقرب، نوثر الرأي الثاني مادام أن هناك من قامر بالمخاطرة على ركب سفينة الفريق المثقلة بالمشاكل المالية والإدارية والقانونية.

نعم، عجينة النادي المكناسي فرع كرة القدم سخونة والكل بالمدينة يتخوف منها ويكتفي بالنقد البعيد الموجه بالمقاهي وحانات المدينة و وضع العصا في (الرويضة) العجلة. نعم النادي المكناسي يعيش مشاكل ممتدة بالزمان والمكان وغير محصورة العدد، ومستجدة بالمفرقات البهلوانية التي تبتغي "تشليل مذبح رمزية الفريق المكناسي بالمرة".

 نعم،  ولا نشمل القول بالرمز أن للنادي المكناسي (رب يحميه) . وهي القاعدة التي تغيب عن كل المثبطين للعزائم، فحماية قواعد النادي يمتلكها كل عاشق للفريق الأحمر شحنة قوية في قلبه، يمتلكها الجمهور المكناسي الذي يحج إلى المدرجات بكثافة رغم محن النادي ومآسيه المتفاقمة، يتنقل بها الجمهور من مدينة لأخرى للمساندة " إنها الكوديم التي هي بالقلب، والتي أقسمت الجماهير بفداها بالدم والروح" . هي الحماية المثلى من جمعيات محبي النادي المكناسي وانخراطهم بتضحية ونكران الذات من أجل رفع حصرية رمزية الفريق. عشق تجده يمتد من جيل الأمجاد إلى الجيل الذي يكابد نكسة النادي ولا زال يقاوم .

لنرجع إلى عمل المكتب المشكل حديثا ونعلن أن كل الأخبار الوافدة تبشر بطلائع خير، تبشر برسم خارطة طريق مستقيمة على المستويين المالي والبشري. فالاستعدادات البدنية الأولية تم تفعيلها في وقتها المحدد ، والانتدابات الجديدة فتحت في شأنها خطة إستراتيجية بين الاختيارات المحلية الجديدة، والبحث عن الخبرة والتجربة عبر التعاقد. لحد الآن كل الأمور تسير على السكة الصحيحة، ويمكن الإعلان مسبقا وبدون قطعية في القول أن سنة الحكامة وإدارة التغيير تلحظها تتماشى و تتوافق مع قانون الرياضة الجديد، تلحظها تتفاعل بروية في هيكلة المشهد الرياضي للنادي، تلحظها تتبنى رؤية ديمقراطية في اتخاذ القرارات الإجرائية .

كيف يمكن الخروج بالنادي المكناسي فرع كرة القدم من أزمة شق الهواية ؟ هو السؤال الذي تنتظر وسائل الإعلام جمعاء  بمكناس طرحه على المكتب المسير بهدف  تسليط الضوء عن أفق رؤية المكتب الإستراتيجية. سؤال لن نستعجل الإجابة عنه إلا مع انطلاق البطولة بحدود الدورة الخامسة وما فوق ، ومنها تتضح الأبعاد والمؤشرات على مستوى رفع سقف (البارة ) المطالب.

 لكن،  هناك حاجة ماسة لاتخاذ كثلة تدابير مواكبة، تدابير نعدها بالحجم المؤسساتي للخروج من التسيير الارتجالي إلى التسيير التشاركي. كيف ذلك ؟. عبر فتح باب الانخراط والتقليل من حجم مبلغ الانخراط ، والقطع مع كل التزكيات الفوقية التي لا تغني ولا تسمن الفريق. كيف ذلك ؟.  لأن المنتسبين إلى عضوية النادي بالانخراط هم من يفعلون مساطر النجاعة و الممارسة الديمقراطية التي تطالب بها الجماهير. كيف ذلك ؟.  لأنهم سيكونون نواة المستقبل على التسيير والعدل الديمقراطي في التداول على شغل المسؤوليات بالنادي بكل شفافية ووضوح ودون كولسة مميتة.

ليكن عودنا إلى جمعيات محبي النادي،  ونوصي خيرا بهم ، كيف يتم ذلك ؟.  بخلق لجنة تمثل فيها فصائل الجمهور بغاية تتبع كل إكراهات النادي والمشاركة الوازنة في إيجاد الحلول البديلة. كيف يتم التفكير في الغاية؟.  بغاية مواكبة قرارات المكتب المسير للنادي وسد الفجوات المميتة بين المكتب والجماهير العاشقة للفريق، بغاية خلق مصالحة جديدة بين الجمهور وفريقهم المكناسي، بغاية قطع الطريق عن كل أنواع الشغب (داخل الملعب وخارجه) والذي كلف النادي السنة الماضية عقوبات قاسية من طرف اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية لكرة القدم.  هنا ننتقل من براغماتية الرؤية التي تستند على أن الجماهير ليس عليها إلا التصفيق داخل الملعب والمساندة (البكمة) وغير المشروطة، وضخ عائدات مادية للولوج إلى الملعب. إلى نسق الفعل التفاعلي / التشاركي بين مكونات إدارة النادي وقاعدته الأوسع من الجماهير المكناسية والوطنية. ومن حق النادي بعدها بمطالبة الجمعيات بالعمل على تأطير الجماهير وزرع قيم وأخلاق التشجيع الإيجابي.

ومن بين الاقتراحات التي تستوجب التفعيل من قبل المكتب البحث عن بوابات الإشهار دون الارتكان في خانة حسنات الدعم المشروط ، وكذلك إصدار بطائق الدخول إلى الملعب طيلة السنة وبمبالغ معقولة، هي إجراءات حكيمة التي لن ندخل كليا في تفصيلها.

إنها الحكامة التي نص عليها خطاب العرش (2017) إنها المساءلة والمراقبة القادمة نحو ممر المحاسبة، ولتكن مناظرة وعد السلطة المحلية بمكناس هي المنطلق الأسلم.

و في متم ملاحظاتنا لا بد من المكتب أن ينفتح على وسائل الإعلام جمعاء بالمكاشفة والتحليل و الصورة الواضحة دون أحاديث الأذن و الزوايا المنغلقة . نعم،  لأن في التغطية الإعلامية لكل أنشطة النادي تجنب الاحتقان الجانبي،  تجنب شذ الحبل بين المكتب المسير والجماهير، تجنب كل المعلومات غير الصحيحة والواردة بالنقل الممل.

النادي المكناسي فرع كرة القدم هو في حاجة ماسة إلى الوفاء لرموزه الماضية و الإشتغال على الحاضر. النادي المكناسي يبحث عن مفهوم قلب " الطرحة " في كل الهياكل المدبرة لشأن الرياضي للنادي، يبحث عن الشفافية والمسؤولية التكليفية مقابل المساءلة والمحاسبة، يبحث عن التدبير بالنتائج والصعود إلى منطقة الاحتراف الثانية، يبحث عن تقليل الصراعات الداخلية الهامشية ، والجانبية بشكل أفقي. النادي يعيش لحظة " مصلحة النادي المكناسي أولا وأخيرا " .

 متابعة محسن الأكرمين.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2017-08-06 17:29:55

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك